لذلك فان واجبنا -كما قلت ـ سيكون واجب المحارب في جبهتين: الجبهة الداخلية نحارب فيها ما طرأ على أفكار المسلمين من انحراف، وما علق بأعمالهم من شوائب تخالف الإسلام، ونحارب في الجبهة الخارجية نحارب التيارات المعادية للإسلام من تيارات إلحادية مادية، ومبادئ مخالفة مخاصمة.
أيها الزملاء الكرام:
إننا في هذه اللحظات السعيدة الني نجتمع فيها على صعيد الإخوة الإسلامية وفي الطريق إلى العمل الإسلامي المشترك يجب علينا أن نذكر إخوانا لنا من المسلمين يقيمون في بلاد يمسك بمقاليد الأمور فيها أناس ليسوا من المسلمين أو أناس معادون للإسلام فيضيقون عليهم الخناق، ويكتمون منهم الأنفاس محاولين أن يطفئوا جذوة الإسلام في نفوسهم، ويخنقوا روحه من قلوبهم، وإذا لم يستطيعوا ذلك ركزوا على ناشئة المسلمين ليحولوا بينهم، وبين دينهم يبعدونهم عنه، ويمنعون دخوله إلى قلوبهم.
إن واجبنا أن نولي أولئك الإخوان من المسلمين العناية كل العناية، وأن نهتم بشأنهم، وأن نبذل جهودنا للمحافظة على مكانة الإسلام في نفوسهم، كل المحافظة.
إن بعض أولئك الذين يمكن أن يسموا بالأقليات الإسلامية يعيشون في ظروف دينية صعبة حتى يعز على بعضهم أن يجد من يحسن قراءة الفاتحة ليؤم قومه للصلاة، وبعضهم لا يجد من يستطيع أن يجهز الميت من المسلمين، كما يجهز غيره في بلاد المسلمين.
وهؤلاء الإخوة متفرقون في بلاد كثيرة، وموجودون في قارات متعددة، ولا يمكن لأي جامعة إسلامية أو أي جهة تعمل في التعليم الإسلام أن تقوم بأمر كله القيام الواجب جميعه منفردة لأن الأمر أكبر من ذلك، إذا لامناص من تعاون الجامعات، والمعاهد الإسلامية، وأن تعمل مجتمعة في هذا السبيل، وإننا نرى أن تتخذ الخطة اللازمة لهذا الغرض في اجتماعكم هذا ـ إذا رأيتم ذلك ـ.