إننا يجب علينا أن نرجع إلى مصادر الإسلام الأولى، إلى كتاب الله تعالى نتدبر آياته، ونتفقه في أحكامه، ونستنبط الحلول لمشكلاتنا المعاصرة من نصوصه.
ويجب علينا الرجوع إلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم نهتدي بهداها، ونطبق ما صح عنه ـ عليه الصلاة والسلام ـ من الحديث مستعينين في ذلك كله بما خلفه علماء الأمة من التراث الإسلامي الصالح، ثم نعرض هذا الإسلام النقي من هذين المصدرين الأساسيين على الناس جميعا مسلمهم وكافرهم، لأن فيهما بيان كل ما تحتاج إليه الأمة قال الله تعالى: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم ـ: "ما بعث الله من نبي إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم، وينذرهم شرما يعلمه لهم" أخرجه مسلم في صحيحه، أما المسلم فلتبصيره وإرشاده حتى يصلح أمره، وتستقيم حاله، وأما غير المسلم فلهدايته إلى سبيل الرشاد، وإخراجه من الظلمات إلى النور.
ولاشك في أننا سنكون الناجحين في الحالتين كلتيهما إذا أخلصن وصدقنا، ويكون الإسلام هو الرابح المتنصر المنتشر إن شاء الله.
إننا نعلم جميعا أن كثيرا من الناس قد ملوا مادية المدنية الحديثة، وطغيان الجسد على الروح فيها وهم يبحثون الآن عن دين جديد، ومبادئ غير مبادئ تلك المدنية، ترتاح له القلوب، وتطمئن له الضمائر، وإنهم سوف يجدون في الإسلام النقي الخالص ما يشبع جوعهم، ويروي ظمأهم، ولكن العقبة الكأداء وهي البلية العظمى أن كثيرا من المسلمين أو المنتسبين إلى الإسلام لا يعرفون من الإسلام إلا اسمه، ولا من القرآن إلا رسمه، وهم بواقعهم، وبأقوالهم، وأفعالهم أعظم منفر لغير المسلمين عن الإسلام، وأعظم سبب يصد من يريدون الدخول إلى الإسلام عن الدخول فيه.