وتتحدث عنه مجلة "لايف الأمريكية"فتقول: "كان الملك عبد العزيز بن سعود في طريقه إلى مكة لأداء فريضة الحج على عادته كل سنة، وفجأة انفجرت إحدى عجلات سيارته "البكار" فجلس على الرمال ريثما يتم إصلاحها، ومرَّ به راع يركب جملاً، وسأله عما إذا كان الملك قد مرَّ أمامه فقال الملك: ولماذا تريده؟ قال سمعت أنه في طريقه إلى مكة، قلت لعله يمنحني شيئاً من النقود أستطيع أنا كذلك أن أحج بها ففتح الملك حقيبة الجنيهات الذهبية التي يحتفظ بها دائماً إلى جواره، وملأ يده بقطع منها وقدمها إلى الراعي، فذهل الأخير وحدّق في الجنيهات الذهبية ثم في الملك وقال شكراً لك يا عبد العزيز لم أميز وجهك ولكني عرفتك من كرمك، وليست هذه المقابلة بالشيء الجديد على الملك ولا على رعيته فإن بادية الجزيرة العربية لما كانت خلواً من المطابع والسينما فقد ظل وجه ابن سعود غير معروف عند عامة الشعب.
ومع أن الأعرابي دعا الملك باسمه الأول فإنه لم يتعد في ذلك التقاليد فابن سعود ليس في حاجة إلى مظاهر التشريفات، والرسميات التي تتبع في بعض الممالك الدستورية حيث تخفى السيطرة الحقيقة لأنه وهو العاهل الكبير يجمع بين العمل كرئيس وحاكم عام، ورئيس وزراء، ووزير مالية، ورئيس ديني وقائد عام وهو يسمح للجميع بمقابلته فيستقبل كل يوم عدداً كبيراً من أتباعه في قصره بالرياض" [4] .
وفي حديث له موجه لبعض أبناء قطر عربي يقول: "إن التفرق لا ينبغي أن يكون بين العرب فيجب علينا الإتحاد، والتضامن، وإزالة الفوارق بيننا، ويجب أن نعدل ونحكم بالعدل يقتضي أن نترك الأهواء، ولا نهتم بالكراسي الكراسي أذهبتكم أيها الناس فما معنى الحرص على الكرسي وهو مزعزع" [5] .