تابع الدين. والشرف. والمروءة في حسِّ الملك عبد العزيز رحمه الله
العنصر الخامس: التجرد العظيم تجاه إغراءات الجاه والسلطان
في كلمة ألقاها بمكة عام 1356 هـ يقول: إن الحياة المجردة عن الدين، والزاخرة بأنواع القوة ليست حياة، كذلك عظمة الملك وجبروته ليست بالحياة، وإنما الحياة الدين والتمسك به وإقامة حدود الله، فالحياة التي تسير على أساس الدين هي القوة، أما الحياة التي تسير على غير الدين فهي كالمطر الذي يقع على السبخة فلا يجدي ولا يثمر [1] .
ويقول في الكلمة التي ألقاها جلالته في حفل تكريم كبار الحجاج 5/12/1351هـ: "يقولون إنني أطلب أن أصير خليفة على المسلمين. أنا ما ادعيت هذا ولا طالبت به، لأن على الخليفة واجباً هو تنفيذ أوامر الدين على كل فرد من أفراد المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها فهل هناك من رجل يستطيع أن ينفذ ذلك على المسلمين في هذه الأيام" [2] .
ويقول عنه حفيده عبد الله الفيصل: "حارب الملك عبد العزيز فكرة تلقيبه بخليفة المسلمين، وهو أجدر بها من كثير ممن سعوا إليها. ولم يغره المال، وبهارج الحياة ولم يستطع ما هيأه الله على يديه من خيرات الدنيا أن يغير ما في نفسه: أو على الأقل أن يغير ملبسه أو مأكله، من بدايته إلى أن قبض الله روحه، الملك عبد العزيز لم يخلف قصراً ولا مزرعة ولا ثروة ولم يرث أحد من أبنائه شيئا" [3] .