وجاء الفرج فقبل أن يُمسي ذلك اليوم وصلت قافلة يتقدمها إسماعيل بن مبيريك أمير رابغ.. جاء بالطاعة وبعشرين بعيراً تحمل التمر، والسمن، والبر، ولما كان في حصار جدة جاءه الخبر أن طائرة جُهزت بمدفع رشاش لتقصف معسكر الملك عبد العزيز وليس فيه يومئذ ما يعصم من غارات الجو، لا مدافع مضادة للطائرات ولا مخابئ فقال: يكفينا الله شرها؟
وحلقت الطائرة فوق مخيم الملك عبد العزيز قبيل الظهر، وعلى ظهرها شاب يحمل قنبلتين يدويتين وكان قال في مطار جده - كما روى من تمنى له النجاح قبل اقلاع الطائرة -: "سألقيهما على رأس عبد العزيز ولكن الله كفى شرها فانفجرت قنبلة في الطائرة واشتعلت النار في الجو وهوت الطائرة وكفى الله المؤمنين شرها وأصبحت ومن فيها كومة من الرماد أمام خيمة الملك عبد العزيز" [72] .
تقوى الله استجلب بها عبد العزيز النصر والتمكين، واحتمى بها من الوقوع في خطل القول والفعل.
يقول الزركلي: "ليس في تاريخ عبد العزيز حادث واحد يدل على أنه ابتدأ إنساناً بشر أو عداء" [73] .
ويوم كان بناة وحماة!! ما عرف "بالقومية العربية"، والمرتزقة من مقاتليها ينفذون خطط لورنس وقادته، ويسفكون الدماء المسلمة المغلوبة على أمرها من عملاء الإنجليز في الجانب الآخر.
في هذا الوقت نفسه كان الملك عبد العزيز يراقب الله في تحركاته وهو يتصدى لبناء أمة من جديد بناءً عقدياً وعملياً، ماذا فعل يوم اضطر إلى الاصطدام بجنود الدولة العثمانية؟
تورط سامي باشا الفاروقي قائد الجيش التركي في القصيم فخيره الملك عبد العزيز بين أمرين: