لم يكن يملك جيشاً ولا مالاً ولا سلطاناً يساوي شيئاً مما كان لشخصه في النفوس في العالم الجديد والقديم، فهو بهذا الاعتبار عربي لم تعرف الجزيرة منذ أيام عمر رضي الله عنه له مثيلاً وسيبقى خالداً" [60] .
شهادة حق من رجل كفؤ تؤكد أيضا أن سر عظمة الملك عبد العزيز في أخلاقه وقيمه الرفيعة.
وفي كلمة له ألقاها عام 1348هـ 1930م في مكة يقول: "… وقد جعل الله الفخار لأي كان بالتقوى لا بغيرها، فلم يكن في الإسلام تفاضل بين العربي وغير العربي إلا بها وفخار العرب، وعزهم بالإسلام وبمحمد صلى الله عليه وسلم، والكريم عند الله هو التقي الورع {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [61] وقد أنزل الله على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم خير الكتب فأمرنا بهذا الكتاب المبين وبرسوله، وهذا خير فخار لنا" [62] .
وفي خطبة له في سنة 1350هـ 1931م أمام المؤتمر الوطني يقول: "إن الناس ليس لهم حياة إلا بعناية الله وتوفيقه، وهم غير معذورين في تركهم الاستمساك بما أمر الله به أوفي ارتكاب ما نهي عنه: قال تعالى: {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُور} [63] [64] .
وفي عام 1351هـ - 1932م استقبل كبار رجالات الدولة والشخصيات والأعيان وألقى كلمة فيهم جاء فيها: "..إني أعتمد في جميع أعمالي على الله وحده لا شريك له أعتمد عليه في السر والعلانية والظاهر والباطن، وإن الله سهل طريقنا لاعتمادنا عليه وإني أجاهد لإعلاء كلمة التوحيد والحرص عليها، وأحب أن أراها قائمة ولو على يد أعدائي، وإن تمت على يدي فذلك فضل من الله، وكل عمل لا يتم إلا بالإخلاص فالنصيحة للمسلمين واجبة وقد قيل "الدِّين النصيحة"ومن عمل ذلك وجاهد فيه فقد أدى ما عليه [65] ".