نهج فريد في القيم والأخلاق، العالم اليوم في أمس الحاجة إليه وقد ابتلي بسياسات تقوم في مجملها في التعامل السياسي الدولي على الغدر والغش والخيانة وقد أحس بعض مفكري تلك السياسات وأبناء تلك الحضارات بعظمة ما يمثله النهج الإسلامي - والذي كان النهج الذي سار عليه الملك عبد العزيز - فأشادوا به وهو نهج كان ولا يزال يفرض نفسه في مجال القيم والأخلاق على الأمم والشعوب فلعل الله ينقذ البشرية من وهدتها بالأوبة إلى دين الله.
ويقول الأستاذ عبد الرحمن عزام الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية في مقال له بعد وفاة الملك عبد العزيز رحمه الله: "نشأ مطارداً في أرض أبائه وأجداده فعلت همته على مصائب الدهر، فصارع خصومه، واعتمد على الله، ثم على خلق قويم ونفس سمحة وعزة في دهاء، وشدة في حلم ورحمة، فجمع جزيرة العرب التي لم تجتمع إلا فترات قصيرة بعد ردتها أيام أبي بكر رضي الله عنه، وأمّنها وتربع فيها، وليس في يده إلا سيفه وكتاب الله عدته، وقد عرفته منذ قرابة ثلاثين سنة، هو، هو. الرجل الذي يملأ سمع الدنيا وبصرها.
كان متعدد الجوانب كامل الرجولة، لا أعرف أن أحداً التقى به من خصومه أو مواليه إلا أثر فيه بشخصيته التي لم يجد التاريخ إلا شذوذاً بمثلها.
عرفته وهو لا يملك من المال لإدارة هذا الملك الواسع إلا الكفاف، وعرفته والدنيا تفيض بين يديه خيراً وبركة - فلم يكن إلا عبد العزيز ابن سعود.-. وُلد سيداً ومات سيداً.
يعطي كل ما يملك من القليل، ويعطي كل ما بيده من الكثير، لا يعرف المن والأذى كان رجلاً، إذا أخذت الأمور على طبائعها فإنه ليس إلا شيخاً كبيراً في قوم من البدو، بلاده ومن فيها تعيش في القرون الوسطى، ولكنه بشخصه وبما أودع فيه من مهابة واستقامة وروح شعاعة، استطاع أن يلفت أنظار الدنيا كلها إلى شخصه ثم إلى وطنه ثم إلى العرب كافة.