ففي 1357هـ 1938م بعث جلالته إلى الرئيس الأمريكي روزفلت رسالة جاء فيها: "أما دعوى اليهود التاريخية فإنه لا يوجد ما يبررها في حين أن فلسطين كانت - ولاتزال - آهلة بالعرب في جميع أدوار التاريخ، وكان السلطان فيها لهم وإذا استثنينا الفترة التي أقام اليهود فيها، والمدة الثانية التي سيطرت فيها الإمبراطورية الرومانية عليها، فإن سلطان العرب كان منذ الزمن الأقدم على فلسطين، وقد كان العرب في سائر أدوار حياتهم محافظين على الأماكن المقدسة معظمين لمقامها محترمين لقدسيتها، قائمين بشؤونها بكل أمانة وإخلاص، ولما امتد الحكم العثماني إلى فلسطين كان النفوذ العربي هو المسيطر…" فمِّما ذكر يرى أن دعوى اليهود بحقهم في فلسطين، استناداً إلى التاريخ لا حقيقة لها، فإن كان اليهود قد استوطنوها مدة أطول من ذلك فلا يمكن أن يعتبر احتلال أمة لبلد من البلدان حقاً طبيعياً يبرر مطالبتها به، ولو اعتبر هذا المبدأ في العصر الحديث لحق لكل أمة أن تطالب بالبلدان التي سبق لها إشغالها بالقوة حقبة من الزمن، ولتسبب ذلك في تغيير خريطة العالم بشكل من أعجب الأشكال، مما لا يتلاءم مع الدول ولا مع الحق ولا مع الإنصاف.