إلى هذا الحد كانت دعوة الملك إلى التوحيد، كان إدراكه - رحمه الله - عميقاً أشد العمق لأثر هذه الكلمة في نفس الإنسان المسلم وقدرتها على توجيه عمله، وضبط سلوكه في الحياة؛ ولذلك لم يكن الملك يلقي درسا نظرياً في العقيدة، ولا يفيض في بيان الأدلة والحجج بقدر ما كان يدعو الإنسان المسلم إلى العمل بمقتضى عقيدة التوحيد، بعد أن يترسخ في نفسه مفهوم التوحيد الصحيح، وليس ذلك غريباً على سليل أسرة آل سعود، التي أيد أميرها محمد ابن سعود - رحمه الله - دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب المجدد في شبه الجزيرة، ونجد تأثر الملك بهذه الدعوة الإسلامية في كلمته التي ألقاها بمكة المكرمة بمحلة أجياد في 20 من ذي القعدة سنة 1351هـ:
"نحن لسنا أصحاب مذهب جديد وعقيدة جديدة، عقيدتنا هي عقيدة السلف الصالح".
ثم يقول الملك:
"هذه هي العقيدة التي قام الشيخ محمد بن عبد الوهاب يدعو إليها، هذه هي عقيدتنا مبنية على توحيد الله - عزّ وجل - خالصة من كل شائبة، منزهة عن كل بدعة".
هذه نماذج من أقوال الملك الدعوية، وخطبه ومواعظه التي تنصب على التوحيد، والدعوة إليه بمفهومه الصحيح، وحث الناس على العمل بمقتضاه.