قال رحمه الله: "إنني أدعو المسلمين جميعا إلى عبادة الله وحده والرجوع للعمل بما كان عليه السلف الصالح لأنه لا نجاة للمسلمين إلا بهذا وأسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعا إلى ما يحبه ويرضاه، إن المسلمين لا يرقون ولا ينهضون بالبهرجة والزخارف، إن سبيل رقي المسلمين هو التوحيد الخالص والخروج من أسر البدع والضلالات والاعتصام بما جاء في كتاب الله على لسان رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم" [3] .

وإن الأبحاث العلمية في هذا الموضوع تفتح للدارسين آفاقا رحبة في موضوعات هي في بؤرة الاهتمام الإسلامي بل والعالمي المعاصر، وتحل إشكاليات في الفكر السياسي طالما دأب أعداء الإسلام على إيجاد تلك الإشكاليات وتلفيقها مثل: (أهمية الدولة الإسلامية في العصر الحاضر) ، (إقامة الدولة على أساس ديني) ، (موقع النظام السياسي في الإسلام وخصائصه في منظومة النظم السياسية المعاصرة) .

ولقد ظهرت في مختلف مراحل التاريخ الإسلامي بعد القرون المفضلة اجتهادات لخدمة الإسلام، وانتهاج طريقه القويم، وهديه المستقيم ورفع رايته في كل الأصقاع صافيا من البدع والمكدرات، فقامت دعوات ودول، لكن الدولة التي أقامها الملك عبد العزيز تفردت بجملة من الخصائص لم تتوافر في من سبقها لما يحمله المنهج الذي تبناه من خصائص الأصالة، ثم لما اكتنفت عصره من ظروف وأحداث.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015