والكتابة عن إمام فذ، وملك راشد في مثل مقام الملك عبد العزيز ومنهجه الراشد شرف لكاتبه وتشريف لقارئه، ومعظم الذين كتبوا في سيرة الملك عبد العزيز ممن عاصروه أو ممن لم يحظوا بمعاصرته نهجوا في التأريخ له منهج الوصف، فظلت كتاباتهم - مع أهميتها وقيمتها العلمية الكبرى - منحصرة في الجانب التاريخي الوصفي، وتنامت إثر ذلك الحاجة إلى كتابات تأصيلية تكشف من خلال المنهج التحليلي أبعاد المعاني الإسلامية والأهمية العصرية للدولة الإسلامية في فكر الملك عبد العزيز وسيرته ومنهجه، لتكون نبراسا للأجيال القادمة، ولتعرف هذه الأجيال مكانتها وموقعها ورسالتها في خارطة العالم المعاصر، عالم له توجهاته المادية العارمة، وله مع ذلك صبغته التكتلية العاتية، ولتعرف تلك الأجيال ما قام به سلفنا من جهود موفورة، وما بذلوه من تضحيات مشكورة لإعلاء كلمة الله في أرض الله.

فإن من حق الأجيال الصاعدة أن تعرف في قادتها إيمانهم وجهادهم وتضحياتهم، وتعي إثر ذلك مسالك الولاء لهم في السر والعلن، للمحافظة على المكتسبات وإكمال المسيرة، وهو ولاء ووفاء للحق وللعقيدة ومعطياتها، فقادة هذه البلاد هم - بعد الله تعالى - أولياء النعمة التي يرفل فيها جيلنا والأجيال القادمة حيث شيوع الأمن، وغضارة العيش، وانتشار التعليم، وقبل ذلك التربية العقدية والتبصرة الدينية القويمة.

وعلى الصعيد الخارجي العمل على وحدة الصف العربي وتعزيز الأخوة الإسلامية، والتضامن الإسلامي، والإسهام في إيجاد كل ضرورات الحياة الإسلامية المثلى للقاصي والداني، وفي المحافل الدولية ترسيخ مقومات الحق والعدل والسلام، وتلك ثمرة العقيدة الإسلامية واستشعار المكانة والمسئولية التاريخية.

بواعث الدراسة:

وللكتابة عن تاريخ المملكة ومؤسسها ودراسة منهاجه الأصيل في مثل هذه المناسبة العزيزة بواعث تتلخص فيما يلي:-

طور بواسطة نورين ميديا © 2015