كما حاول بعض المصلحين التقريب بين الإسلام والفكر الأوربي الحديث, ليجعل من الإسلام في رأيه دينا تقدميا يقبله النشء الجديد من المسلمين؛ لأنه لا يتنافى مع العقل والمدنية الحديثة. ورأوا المسلمين متخلفين في ميادين العلوم, وأرادوا لهم التقدم ومجاراة المستعمرين في قوتهم المادية, فدعوا إلى الأخذ بالثقافة الغربية الحديثة, ودعوا إلى عدم التخوف منها, فهي كلها خير, والتاريخ الحديث يخبرنا مثلا عن أحمد خان في الهند الذي رأى أن الثقافة الأوروبية هي سبب تفوق الأوروبيين, فدعا المسلمين في الهند إلى التعلم في مدارس الإنكليز وأدار الجامعة الإسلامية البريطانية في (عليكرة) , وأرسل ابنه إلى الجامعات الإنكليزية لينهل منها, ولم ينتبه إلى ما في الفكر الأوربي من انحراف وتناقص مع منهج الإسلام وحقائقه, وهدم للشخصية الإسلامية التي حرص الإسلام على استقلالها, فساهم أحمد خان بهذا في هدم هذه الشخصية الإسلامية التي كانت مصدر قلق كبير للإنكليز.