أصالة المنهج
في سيرة الملك عبد العزيز
وأثر ذلك في الاستقرار الشامل للمملكة العربية السعودية
د/ عبد الرب بن نواب الدين بن غريب الدين آل نواب
الأستاذ المشارك بكلية الدعوة وأصول الدين
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول اللَّه وآله وصحابته ومن والاه وبعد: فإن المنهج الأصيل في مختلف مسالك الحياة ضرورة عصرية وبغية لا غنية عنها فهو سبب نهضة الأمم وبقاء الحضارات ونمائها ومصدر عزها وسؤددها، وهذا مطرد في كل الأحقاب والأجيال:
لأن حياة الناس لا تنتظم إلا على منهج واحد يسلمون له ويذعنون إليه.
ولأن الدين الحنيف هو السبيل الأقوم والنهج الأعدل الذي تنبثق منه عرى الأمن والسلام، وتنبعث منه وشائج الحياة السعيدة المستقرة التي تقيم في الإنسان موازين الحق والعدل، وتقيم موازنة حكيمة بين متطلبات الجسد والعقل والروح.
ولأن تعدد المناهج واختلافها وتنافرها في المجتمع الواحد من أهم أسباب تفككه وعوامل ضعفه فانهياره، وهو داء نراه يستشري في كثير من المجتمعات الإنسانية فيرديها، ومنها الأوساط الإسلامية إذ لا يصلحها ولا ينهض بها غير الاستمساك بالهدي القويم والنهج الحكيم في أصالة ونقاء من غير تجزئة ولا تحوير. وهذا ما دل عليه تاريخ المسلمين في مختلف العصور والأحقاب.
ولأن من مقررات الدين الحنيف أن المنهج القائم على توحيد اللَّه عز وجل في ربوبيته وألوهيته، المؤسس على تحكيم شرعه واتباع هديه هو المنهج الأصيل الذي نزلت به الكتب ودعت إليه الرسل وقام عليه أمر الدنيا والآخرة. وبغير هذا المنهج لا تتحقق سعادة الدنيا ولا نعيم الآخرة.
والأصالة في المنهج بكل محاوره ومضامينه ومقاصده ليست من مبتكرات العقل ولا من منجزات الفكر البشري المحدود، ولا هي من معطيات الحضارات وتجارب الأمم، إنها فوق ذلك وأسمى من ذلك.