فإنه يسرني أن أقدم، بهذا التمهيد، هذا العدد الخاص من مجلة الجامعة الإسلامية؛ المجلة العلمية المحكمة، وهو إصدار خاص؛ بمناسبة مرور مائة عام على تأسيس المملكة العربية السعودية، أقدمه للقراء الكرام، وقد حوى هذا العدد، من الموضوعات العلمية القيمة، العديد المفيد، لعلماء محققين، وأساتذة باحثين، كتبوا عن الملك عبد العزيز - رحمه الله - المؤسس الباني، عن منهجه السلفي الصالح، وأثره في توحيد المملكة العربية السعودية، وإصلاحها دينا ودنيا، وتنميتها علميا وصحيا، وبسط الأمن في ربوعها، وفقه الدعوة إلى الله تعالى لديه، والتزامه مكارم الأخلاق والشرف والمروءة؛ التي بعث بها الرسول صلى الله عليه وسلم، فكان لذلك الأثر العظيم، في توطين أشتات من العرب هم "أصعب الأمم انقيادا بعضهم لبعض للغلظة والأنفة وبُعد الهمة والمنافسة في الرئاسة، فقلما تجتمع أهواؤهم"لذلك و"لا يحصل لهم الملك إلا بصبغة دينية، من نبوة أو ولاية، أو أثر عظيم من الدين على الجملة" [1] ، "فإذا كان الدين، بالنبوة أو الولاية، كان الوازع لهم من أنفسهم، وذهب خلق الكبر والمنافسة منهم، فسهل انقيادهم واجتماعهم، وذلك بما يشملهم من الدين، المُذْهِب للغلظة والأنفة، الوازع عن التحاسد والتنافس، فإذا كان فيهم النبي أو الولي الذي يبعثهم على القيام بأمر الله، يذهب عنهم مذمومات الأخلاق، ويأخذهم بمحمودها، ويؤلف كلمتهم لإظهار الحق، تَمَّ اجتماعهم، وحصل لهم الملك والتغلب" [2] .