وبناء على ما سبق يمكن القول بأن التربية الحقة إنما تكون في تدريب الطفل على أعمال الخير وإرشاده إلى الصراط المستقيم، وتعليمه الأخلاق الطيبة، وذلك كله لا يتحقق إلا بالإيمان بالله وحده وعدم الشرك به تعالى. ولهذا نصح لقمان ابنه قال تعالى: {يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيم} (1) . فمن الآية الكريمة يتبين أن الأصل الأول لهذه التربية الإيمان بالله وعدم الشرك به تعالى، ولهذا يجب أن تكون عظة لقمان لابنه نبراساً يستضيء به الآباء في توجيه أبنائهم وسراجاً يقودهم من الظلمات إلى النور، وأعظم ما تقدمه العظة الصريحة قول لقمان لابنه كما ورد في القرآن الكريم {يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} (2) .
لو وعى الأبناء لهذه النصيحة ما وقعوا في الإثم وما تراكمت عليهم البلايا والأخطاء ولعاشوا في أمن نفسي وطمأنينة قلبية وقد ابتعدوا عن القلق والكآبة. وظلم النفس واليأس والقنوط.
والنفس الإنسانية تحتاج إلى التربية المستمرة والتذكرة المستديمة والوعظ الصادق حتى لا يعتريها الصدأ ولتأمن من رياح الشرك العابثة وتبتعد عن الأمواج العاتية حيث شط الأمن والأمان. والإسلام يربي الإنسان على إخلاص العبودية لله وحده، فلا يخاف إلا الله، ولا يرجو أو يتوسل غيره من الإنس أو الجن ولا يبث حزنه أو شكواه إلا لله تعالى ومن هنا كان الإنسان المؤمن ذا شخصية قوية منذ نعومة أظفاره، فالطفل الصغير ربما يقول كلمات حكيمة يعجز الكبير غير المؤمن عن فهمها أو الاهتداء إلى مثلها.