هذا وقد أعقب المؤتمر أن وجهت بعض الجمعيات الإسلامية في أنحاء البرازيل أي خارج المنطقة التي عقد فيها المؤتمر وهي مدينة سان باولو دعوات إلى ممثلي بعض الدول لزيارتها وقد قمنا بزيارة بعضها وتفقد أحوال المسلمين هناك واستغرق ذلك بضعة أيام.
وإجابة على سؤال عن نشاط الجمعيات الإسلامية هناك قال فضيلته:
نقول مع الأسف الشديد أن نشاط الجمعيات الإسلامية هناك محدود جداً بالنسبة إلى نشاط الجمعية الدينية غير الإسلامية كالجمعيات المسيحية وذلك راجع إلى أمرين أساسيين:
أولا: وهو الأهم وجود الدعم الخارجي مادياً ومعنويا وأهم مظاهر هذا الدعم إرسال رجال الدين من الخارج إلى البرازيل على حين أن الدعم للمسلمين من الخارج يكون معدوماً.
ثانياً: أن أكثرية المسلمين في أميركا اللاتينية هم من التجار الذين هجروا من سوريا ولبنان للرزق وليسوا على مقدار كبير من الثقافة الإسلامية وإن كان لا ينقصهم التحمس لدينهم ومحبة العمل فيما ينفع المسلمين هناك.
وسألت فضيلته عن العلاج الذي يراه فقال:
ـ أعتقد أن أهم شيء وألزمه للمسلمين في أميركا اللاتينية هو إرسال مرشدين يرشدونهم ومدرسين يدرسون أولادهم الدين الإسلامي وينشئونهم تنشئة إسلامية صالحة وهذا أمر إذا تحقق فإنه يحل كثيراً من المشكلات التي يعانيها المسلمون وأخطرها الذوبان في تلك المجتمعات الغريبة عن الإسلام لأن المسلم إذا كان هو في نفسه على درجة كبيرة من الجهل بأمور الدين ثم أرسل أولاده ليتعلموا في مدارس غير إسلامية فمن أين تأتيهم المعرفة بأمور الدين وكيف يحصلون على التربية الإسلامية الصحيحة المطلوبة؟