الحالة يجب على الأمة خلعهم، وعدم السمع والطاعة لهم.
والبصير لمذهب أهل السنة والجماعة والمطلع عليه يتضح له أمران:
الأول: سعة هذا المذهب وسماحته للناس، ولو كانوا فجاراً ظلمة، أو فسقة مردة - اشتغلوا بحظوظ الدنيا عن الآخرة.
الثاني: تشدده وإنكاره على من أراد إخراج الناس منه بارتكاب المعاصي.
وبسط القول في هذين الأمرين ليس هذا مكانه، وإنما سأقصر الحديث في فئة خاصة وهي فئة الأئمة الدين وصفوا بالجور والظلم والعدوان، فهم من جملة الناس الذين وسعهم مذهب أهل السنة والجماعة مع ما هم عليه من البلايا والرزايا وشدد وأنكر على من صرح بإخراجهم منه أو الخروج عليهم. ويتلخص مذهب أهل السنة والجماعة- فيما ظهر لي- نحو الأئمة في الأمور التالية:
أولاً: السمع والطاعة لهم فيما هو طاعة لله سبحانه ولرسوله صلى الله عليه وسلم.
ثانيا: النصح لهم.
ثالثاً: الوفاء بالبيعة لهم الأول فالأول.
رابعاً: إعطاؤهم حقهم، وإن منعوا حق غيرهم.
خامساً: إقامة الصلاة خلفهم، والصلاة عليهم.
سادساً. الجهاد والغزو معهم.
سابعاً: قول الحق والصدع به معهم دون خوف ولا وجل.
ثامناً: الصبر على جورهم وظلمهم.
تاسعاً. عدم منازعتهم أمرهم أو الغدر بهم
عاشراً: عدم الطاعة لهم فيما هو معصية.
الحادي عشر: عدم تصديقهم بكذبهم.
الثاني عشر: عدم إعانتهم على ظلمهم.
الثالث عشر: عدم الإنكار عليهم بالسيف أو الخروج عليهم إلا أن يكون كفراً بواحاً.