وهذا ما ذكره أكثر المفسرين.. أخرج بن كثير قال: قال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: "يعني الكفار يتبعهم ضلال الإنس والجن.."وكذا قال مجاهد رحمه الله وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم وغيرهما.. اهـ.

وقال الخازن في تفسيره عند هذه الآية: قال أهل التفسير: "أراد شعراء الكفار الذين كانوا يهجون النبي صلى الله عليه وسلم منهم: عبد الله بن الزبعري السهمي، وهبيرة بن أبي وهب المخزومي، ومانع بن عبد مناف، وأبو عمرو بن عبد الله الجمحي، وأمية بن أبي الصلت الثقفي.."اهـ.

وكانت بين هؤلاء، وبين حسان بن ثابت شاعر رسول النبي والإسلام معارك شعرية طاحنة ذكر ابن هشام طرفاً منها في السيرة.. وهي مذكورة في كتب السير والأدب فلما فتحت مكة هرب عبد الله بن الزبعري وهبيرة بن أبي وهب إلى نجران فرمى حسان ابن الزبعرى ببيت واحد ما زاد عليه:

نجران في عيش أجد لئيم

لا تعدمن رجلا أحلك بغضه

فأتى هذا البيت من الشعر بقياده إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فأسلم وحسن إسلامه، وقال معتذراً ومكفراً عن شعره بشعره:

والليل معتلج الرواق بهيم

منع الرقاد بلابل وهموم

فيه فبت كأنني محموم

وآتاني أن أحمد لامني

عيرانة سرح اليدين غشوم

يا خير من حملت على أوصالها

أسديت إذ أنا في الضلال أهيم

إني لمعتذر إليك من التي

سهم وتأمرني بها مخزوم

أيام تأمرني بأغوى خطة

أمر الغواة وأمرهم مشئوم

وأمد أسباب الهوى ويقودني

قلبي ومخطئ هذه محروم

فاليوم آمن بالنبي محمد

ودعت أواصر بيننا وحلوم

مضت العداوة وانقضت أسبابها

زللي فإنك راحم مرحوم

فاغفر فدى لك والداي كلاهما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015