وروى عبد الملك بن نوفل بن مساحق عن ابن عصام المزِني عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "إذا رأيتم مسجداً، أو سمعتم مؤذناً فلا تقتلوا أحدا " (1) .
ومن ذاك أن النبي صلى الله عليه وسلم طرق مكة بغتة فقاتلهم (2) .
فاختلفت هذه الأحاديث في ظاهرها ولها وجوه، فأما الأحاديث الأول فإنها فيمن لم تبلغه الدعوة، فأما إذا علم أن الدعوة قد انتهت إليهم فردوها فأولئك لا يدعون، وإن عاودوهم بالدعوة جاز، ألا ترى أن مكة قد كان النبي صلى الله عليه وسلم دعاهم وهو مقيم معهم قبل هجرته، ثم حارب مراراً فلذلك لم يدعهم، وكذلك أهل خيبر لم يدعهم لأنهم قد تقدمت عداوتهم، وبلغتهم دعوته، فتركوا أمره عامدين، وكذلك من سواهم. فعلى هذا يؤخذ هذا الباب، وكذلك جاءت الأحاديث عن العلماء بتصحيح هذا المذهب الذي اخترناه (3) .
روى شعبة عن قتادة عن الحسن (4) قال: لا بأس أن لا يدعون. لأنهم قد عرفوا ما يدعوهم إليه (5) . وقال سفيان عن منصور عن إبراهيم (6) . قد علموا ما يدعون إليه (7) .
باب أي وقت يقاتل العدو
روى حماد (8) بن سلمة عن أبي عمران (9) الجوني عن علقمة (10) بن عبد الله المزني عن معقل (11) بن يسار عن النعمان (12) بن مقرن قال: شهدتُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان عند القتال ولم يقاتل أول النهار أخره إلى أن تزول الشمس وتهب الرياح وينزل النصر. هـ.
وعن ابن (13) أبي أوفى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا زالت الشمس نهد إلى عدوه. هـ.
وروى حميد عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يغير حتى يصبح (14) .هـ.
وروى الزهري عن عروة عن أسامة أن النبي صلى اله عليه وسلم قال له:"أغر على يُبنى صباحاً".
وذكر الصعب بن جسامة في حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أجاز أن يبيتوهم ليلاً (15) .