قال أحدهم: "إن المسلمين كانوا منفردين بالعلم في تلك القرون المظلمة وإن الفضل في إخراج أوروبا من ظلمة الجهل إلى ضياء العلم، وفي تعلمها كيف تنظر، وكيف تفكر، راجع إلى المسلمين وآدابهم ومعارفهم التي حملوها إليهم عن طريق أسبانيا وإيطاليا وفرنسا، وإن العرب هم أول من علم العالم كيف تتفق حرية الفكر مع استقامة الدين والعقيدة، وإن نشأة المدنية في أوروبا قامت على أصلين عظيمين وهما: حرية الفكر، واستقلال الإرادة، فلم تنهض العقول للبحث، ولم تتحرك النفوس للعمل إلا بعد أن عرفت أن لها حقا في طلب الحقائق بعقولهم وأفهامهم، وفي تصريف شئونهم بإرادتهم واختيارهم.
ولم يصل إليهم هذا النوع من العرفان إلا في الجيل السادس من ميلاد المسيح، حينما سطع عليهم شعاع من آداب الإسلام ومعارف المسلمين".
تقدم المسلمون في كل ميادين الفكر الإنساني عندما عملوا عقولهم في البحث والدراسة وانتهجوا نهج القرآن العقلي الذي وضح لهم.
وهذا الاتجاه من القرآن الكريم لاستعمال العقل هو الذي هدى المسلمين في المقام الأول للعمل على تنمية القوى العقلية، حتى كانت لهم حضارات رائعة، وما زالت تتحدى الحضارات الإنسانية عراقة وأصالة.
كما أن المسلمين استفادوا من ثقافات الأمم التي انتشر بينها الإسلام، والتي لم ينتشر فيها الإسلام.
ولم يكن المسلمون مجرد نقلة، ولكنهم كانوا مفكرين ناقدين مجددين فشرعوا في الفقه والقانون ومناهج البحث، ودونوا التاريخ، ووضعوا نظريات الاجتماع وأحدثوا أسساً عظيمة للفلك، والجغرافيا، والطب، والكيمياء، والطبيعة، والفلسفة، والرياضة، والهندسة.
وفوق هذا وذاك، كانوا واضعي طريق البحث التجريبي الذي كان أساساً للحضارة الأوروبية الحديثة.
ويكفي أن نستشهد في هذا باعترف (بريفولت) رضي الله عنهRIFFصلى الله عليه وسلمULT في كتابه:
Mصلى الله عليه وسلمKINJ OF HUMصلى الله عليه وسلمNITY
"إن الأوروبيين درسوا عن العرب طرق البحث العلمي التجريبي، وأنه لم يسبقهم إليها باحث أو مفكر".