وكم في دمعة ذلك الشيخ الباكستاني الخائف على دينه.. وكم في مشهد الأطفال والمؤذن، وقد غمرتهم نشوة الحب لطيبة وساكنها الحبيب.. وكم في منظر أولئك الصائمين والقارئين المصلين المتحابين في الله الملازمين حتى للتراويح.. كم في هذا وذاك وذلك من معان يستشرفها الشعور، وتضيق عن استيعابها السطور!..
وأخيرا.. إن أقل ما توصف به هذه المذكرات هو أنها ليست عرضا جامدا أو سردا ميتا.. وإنما هي نتاج تفكير، وملاحظة وشعور، فهي بهذا كله تعتبر عملا أدبيا حيا..
وطبيعي أن كتابا ينطوي على كل هذه الجوانب من الشطط الإدعاء بأن صفحات يسيرة كهذه يمكن أن تستوعب خلاصته، أو تقدم صورة كاملة عنه. ولكن حسبها من الخير أن تؤكد للقارئ أن في هذا المؤلف خيرا كثيرا لا سبيل إلى الاستمتاع به كله إلا بمطالعته كله.