وسيأتي مزيد من الرد على قوله في الأخذ عن أهل الكتاب في الكلام عن كتب التفسير في العصر الأموي في الكلام عن ابن عباس رضي الله عنه وأخذه عن أبي الجلد جيلان بن فروة، فهو فرية يأتي فضحها في موطنها.
وقد ذكر أ. سزكين في مقدمة تفسير القرآن أيضاً بعض الكتب التي وصلت إلينا ومنها:
8- التفسير لمجاهد المتوفى سنة 104 هـ.
وذكر نسخة من هذا التفسير في استعراضه لآثار مجاهد وهي نسخة القاهرة، تفسير 1075 في 8 كراسات 95 ورقة. وهذا الكتاب طبع وهو منسوب للإِمام مجاهد بن جبر والصحيح أن هذا التفسير لآدم بن أبي إياس العسقلاني ت 220 هـ، ومنشأ هذا الخطأ يعود إلى الناسخ ثم اتبعه أ. سزكين والمحقق عبد الرحمن الطاهر السورتي الذي حقق هذا التفسير، وقد طبع أولا في قطر ثم صور في لبنان في جزئين، ومن الأدلة على أن التفسير لآدم ما نقله الزبيدي ت 1205هـ في تخريجه لأحاديث ((إحياء علوم الدين)) فقد استخدم تفسير آدم بن أدم بن أبي إياس هذا ونقل منه بالنص، حيث روى آدم بن أبي إياس في تفسير ((سورة القارعة)) حديثاً مرسلا فقال: ثنا المبارك بن فضالة عن الحسن قال: قال رسول الله الله عليه وسلم الله عليه وسلم: "إذا مات العبد تلقى روحه أرواح المؤمنين فيقولون له: ما فعل فلان؟ فإذا قال: مات قبلي. قالوا: ذهب به إلى أمه- الهاوية- وبئست الأم وبئست المربية". اهـ.
وهذا النص بهذا الإِسناد والمتن نقله الزبيدي بنصه وفصه. وفي هذه الرواية دليل آخر أنه ليس من تفسير مجاهد حيث ورد من طريق الحسن البصري بل في الروايات الأخرى عشرات الشيوخ والمفسرين من غير طريق مجاهد.
وقد تتبعت إسناد الكتاب فوجدته يبدأ بأبي القاسم عبد الرحمن بن الحسن بن أحمد بن محمد الهمداني قال: حدثنا إبراهيم بن الحسن بن علي الهمداني قال: حدثنا آدم بن أبي إياس ... ومن آدم هذا يتفرع الإِسناد إلى عشرات الشيوخ والمفسرين ومنهم مجاهد بن جبر.