الثاني: أنها لبيان الجنس.

والفرق بين الأمرين:

أن المعنى على القول الأول: أن الأمرين يجب أن يكونوا علماء وليس كل الناس علماءبل بعضهم.

(1) تفسير القرآن العظيم (618/2) . (2) انظر المسند (1/ 391) .

وعلى الثاني فالمعنى: لتكونوا كلكم كذلك.

قال القرطبي: قلت: القول الأول أصح، فإنه يدل على أن الأمر بالمعروف والنهي

عن المنكر فرض على الكفاية، وقد عينهم الله تعالى بقوله:! والذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة.. وهو الاَية. وليس كل الناس مكنوالا أهـ (1) .

وقال الشوكاني في تفسيى هذه الآية:

وفي الاَية دليل على وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ووجوبه ثابت بالكتاب والسنة، وهو من أعظم واجبات الشريعة المطهرة وأصل عظيم من أصولها، وركن مشيد من أركانها وبه يكمل نظمها ويرتفع سنامها. أهـ (2) .

وقال ابن كثير: والمقصود من هذه الاَية أن تكون فرقة من هذه الأمة متصدية لهذا الشأن، وإن كان ذلك واجبا على كل فرد من هذه الأمة بحسبه (3) .

وهذا هو الذي يظهر لي، وأنه واجب على كل فرد مسلم كل بحسبه وطاقته وأنه

على مراتب، ولايمنع هذا من تكليف فرقة من الأفةِ بالقيام بهذا الركن العظيم.

رابعا: إن الله سبحانه رتب على القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الخير والصلاخ، وأن هذه الأمة استحقت الخيرية لقيامها بهذا الأمر العظيم:

قال تعالى: (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ... وهو آية عمران: 115.

قال مجاهد: له كنتم خير أمة أخرجت للناس وهو على الشرائط المذكورة فى الآية (4) .

قال القرطبي: وعلى قول مجاهد: كنتم خيرأمة إذا كنتم تأمرون بالمعروف وتنهون

عن المنكر (5) .

(1) تفسيرالقرطبي (4 م/165) . (2) فتح القدير (1/ 369) .

(3) تفسير القرآن العظيم (2/ 86) . (4) تفسيرالقرطبي (170/4) . (5) تفسيرالقرطبي (4/ 171) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015