وقد استبعد فلهوزن أن يكون قائد الجيش هو عبيد الله بن عباس، وذكر أن قائد الجيش كان عبد الله بن عباس، واستند فلهوزن في ذلك إلى أن الاسم الذي ورد في بعض النسخ المخطوطة من تاريخ أبي جعفر الطبري هو عبد الله بن عباس، وأن الاختلاف بين المخطوطات في عبد الله وعبيد الله ليس مرجعه إلى الناسخ، وإنما إلى الرواة الذين لم يريدوا أن يلحق هذا العار بعبد الله بن عباس جد العباسيين، وأما أخوه عبيد الله فلم يروا بأسا من التخلي عن الدفاع عنه، وذكر فلهوزن سببا آخر لاستبعاد أن يكون عبيد الله ابن عباس قائدا للجيش أو يكون هو الذي صالح معاوية، فقال: إن عبيد الله بن عباس كان واليا لعلي باليمن، وكان يقيم فيها عندما هاجمها بسر بن أبي أرطاة في النصف الثاني من عام أربعين للهجرة برواية عوانة، وعام اثنين وأربعين للهجرة برواية الواقدي، وذبح بسر ولدي عبيد الله، وهذا يعني أن عبيد الله بن عباس كان يقيم باليمن معاديا لمعاوية، ولا يعقل أن يكون عبيد الله قد انتقل إلى جانب معاوية قبل عام أو عامين من الحادثة، أو يكون قد تعجل إلى هذا الحد في مصالحة قاتلي ولديه [135] .

وأما أن قائد الجيش كان عبد الله بن عباس أو عبيد الله بن عباس، فإن رواية المسروقي عن إسماعيل بن راشد، ورواية زياد بن عبد الله البكائي عن عوانة بن الحكم تذكر أن قائد الجيش كان الحسن بن علي، وأن قائد مقدمته كان قيس بن سعد ولا ذكر لعبد الله بن عباس أو أخيه عبيد الله في هذا الجانب [136] .

كما يفهم مما ورد عند أبي حنيفة الدينوري في الأخبار الطوال، وابن حجر في المطالب العالية، وابن أعثم في الفتوح، أن قطبي الرحى في الجيش كانا الحسن بن علي وقيس بن سعد ولا ذكر لعبد الله بن عباس أو عبيد الله بن عباس [137] .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015