وعليه فقد لا يكون الأمر تجاوز طلب العفو عن الأموال التي أصابها الحسن وآله في الأيام الخالية، ثم قام معاوية في هذه المناسبة فوصل الحسن وأجازه، قيل أجازه بثلاثمائة ألف درهم، وألف ثوب، وثلاثين عبدا، ومائة جمل [132] ، وأما العطاء فليس الحسن فيه بواحد من دون المسلمين، ولا يمنع أن يكون حظه منه أكثر من غيره، ولكنه لا يصل إلى عشر معشار ما ذكرته الروايات.

الثاني: الدماء: وتضمن اتفاق الصلح بين الجانبين أن الناس كلهم آمنون لا يؤخذ أحد منهم بهفوة أو أحنة، ومما جاء في رواية البخاري، أن الحسن قال لوفد معاوية: ... وأن هذه الأمة قد عاثت في دمائها، فكفل الوفد للحسن العفو للجميع فيما أصابوا من الدماء [133] .

ولكن الرواية عن الزهري ذكرت أن عبيد الله بن عباس قائد جيش الحسن لما علم بما يريد الحسن من معاوية، بعث إلى معاوية يسأله الأمان ويشرط لنفسه على الأموال التي قد أصاب، ثم خرج إليهم ليلا ولحق بهم، وأن قيس بن سعد الذي خلفه على الجيش تعاهد والجيش على قتال معاوية حتى يشترط لشيعة علي ولمن كان اتبعه على أموالهم ودمائهم [134] .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015