أبو عبيد القاسم بن سلام وغيره هذه اللفظة، على أن العباس [533]- رضي الله عنه- كان سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - تأخير صدقة عامين فأرخص له النبي - صلى الله عليه وسلم - في ذلك، ولم يكن عمر- رضي الله عنه- علم بذلك، فأخبره النبي - صلى الله عليه وسلم - أنها غير ساقطة من ذمته، بل هي عليه باقية ومثلها، وهي زكاة العام الماضي، فيكون صدقة عطف بيان للمبتدأ، وهو الضمير المنفصل، وخبره الجار والمجرور، أي: باقية مستقرة، وهذا تأويل صحيح [534] ، لكنه يحتاج إلى دليل يقتضي ما ذكره من التأخير، وسؤاله ذلك، ثم هو معارض رواية مسلم، قال فيها: "فهي عليّ ومثلها معها". وتعتضد هذه الرواية بما روي من غير وجه، عن علي - رضي الله عنه -: "أن العباس - رضي الله عنه - عجّل صدقته إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - " أخرجه أبو داود [535] ، والترمذي [536] ، وابن ماجة [537] ، من حديث الحجاج بن دينار [538] عن الحكم [539] ، عن حجين بن عدي [540] ، عن علي - رضي الله عنه -، وفي كلام الترمذي ما يقتضي تصحيحه [541] ، لكن رواه هشيم. (وعن ابن سلام) [542] وصحح أبو حاتم، وأبو زرعة [543] ، وأبو داود [544] ، وغيره قول من أرسله، ورواية هشيم [545] له، عن منصور [546] ، عن الحكم بن عتبة، عن الحسن (بن) مسلم [547] بن يناق، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال لعمر- رضي الله عنه- في هذه القصة: "إنّا تعجلنا صدقة مال العباس، لعامنا هذا، عام أوّل" [548] ، وروى جرير بن حازم، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري، عن علي- رضي الله عنه- بالقصة. وفيها: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "يا عمر, أما علمت [549] أن عم الرجل صنو أبيه، إنا كنا احتجنا فاستسلفنا العباس صدقة عامين ". أخرجه البيهقي وإسناده صحيح، لكن فيه إرسال من جهة أن أبا البختري، لم يسمع من علي- رضي الله عنه-[550] . وروى أبو داود الطيالسي [551] ، عن شريك