2- ومنها: ما رواه البخاري في كتاب المغازي [229] ، فقال: "حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا أبو عوانة [230] ، عن حصين [231] ، عن أبي وائل [232] حدثهم مسروق بن الأجدع، حدثتني أم رومان [233] ، وهي أم عائشة - رضي الله عنها - قالت: "بينا أنا قاعدة أنا وعائشة إذ ولجت [234] امرأة من الأنصار [235] ، فقالت: "فعل الله بفلان [236] وفعل"، فقالت أم رومان: وما ذاك؟ قالت: "ابني فيمن حدث الحديث"، قالت: وما ذاك؟ قالت: "كذا وكذا" [237] ، قالت عائشة: "سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قالت: نعم. قالت: وأبو بكر؟ قالت: نعم. فخرت مغشيا عليها، فما أفاقت إلا وعليها حمى بنافض [238] ، فطرحت عليها ثيابها، فغطيتها، فجاء النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال: " ما شأن هذه؟ قلت: يا رسول أخذتها حمى بنافض قال: "فلعل في حديث تحدث به؟ [239] ؟ قالت: نعم. قالت [240] : فقعدت عائشة - رضي الله عنها - فقالت: "والله لئن حلفت لا تصدقوني، ولئن قلت لا تعذروني، مثلي ومثلكم كيعقوب وبنيه [241] ، والله المستعان على ما تصفون". قالت: فانصرف, ولم يقل شيئا، فأنزل الله عذرها [242] ، قالت: "بحمد الله، ولا بحمدك، ورواه [243] أيضا في أحاديث الأنبياء [244] ، عن محمد بن سلام، ثنا ابن فضيل [245] ، ثنا حصين [246] ، عن شقيق، عن مسروق، قال: سألت أم رومان، وهي أم عائشة - رضي الله عنهما- عما قيل فيها [247]- قالت: "بينا أنا مع عائشة جالسة". وذكرت نحو ما تقدم. فهذا السياق فيه مخالفة كبيرة لما رواه ابن شهاب [248] ، عن عروة بن الزبير، وسعيد بن المسيب، وعلقمة بن وقاص، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة، كلهم عن عائشة - رضي الله عنها -، القصة بطولها، وهي في الصحيحين [249] ، وسائر الكتب، ولا يلتئم الجمع بينهما، وكذلك رواية أبي أسامة [250] عن هشام بن عروة عن أبيه، عن عائشة، قريبة من رواية الزهري، وقد أخرجاه [251] أيضا، وتباين طريق