ولكي تكون الصورة مكتملة الجوانب نحو وضع الظاهر موضع الضمير ينبغي أن نشير إلى رأي سيبويه والأخفش إذا لم يكن الموقف موقف تفخيم أو تعظيم وما الرأي إذا لم يكن الظاهر بلفظ الأول؟.

هذا ما سنحاول تغطيته وإن كانت بعض الأمثلة ستخرج عن نطاق الربط في الجملة الخبرية فهذا من باب لزوم الشيء وإكماله فالإطار العام هو وضع الظاهر موضع الضمير أشار الرضى [79] إلى أن سيبويه [80] أجاز في غير موقف التفخيم أن يحل الظاهر محل المضمر بشرط أن يكون بلفظ الأول وهذا في الشعر فقط ضرورة قال الشاعر:

سواقطُ من حرٍّ وقد كان أظْهرا [81]

إذا الوحش ضم الوَحش في ظُلُلاتِها

ومثله قول الشاعر:

نغَّصَ الموتُ ذا الغنى والفقيرا [82]

لا أرى الموت يَسْبِقُ الموتَ شيء

وإن لم يكن الاسم الظاهر بلفظ الأول لم يجز عند سيبويه، وأجازه الأخفش [83] وإن لم يكن في الشعر. قال الشاعر:

حبالُ الهَوْينا بالفتى أن تقطعا [84]

إذا المرء لم يغش الكريهة أوْشَكَتْ

ففي هذا البيت حل الظاهر محل المضمر ولم يكن بلفظ الأول.

وأجاز الأخفش كذلك أن يقال زيد قام أبو طاهر إذا كان زيد يكنى بأبي طاهر. ومنع البعض كل ذلك في غير التفخيم ولا حجة لهم لوروده [85] .

ب - جملة الصلة:

مرة أخرى نعود إلى جملة الصلة ورابطها بعد أن ذكرنا أنها تربط في الأصل بالضمير نعود هنا مرة أخرى لنقول: إن الإسم الظاهر قد يخلف الضمير فيحل محله ويصبح الرابط هنا الإسم الظاهر. قال الشاعر:

وأنتَ الذي في رحمةِ الله أطمعُ [86]

فيا رَبَّ لَيْلَى أنْتَ في كلّ موْطِنٍ

فصلة الموصول وهي جملة أطمع في رحمة الله جاء العائد فيها الاسم الظاهر وهو لفظ الجلالة والأصل وأنت الذي في رحمتك.

ومثله:

سُعَادُ الذّي أضْنَاكَ حُبُّ سُعَادَا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015