وتشتد هذه الحملة مع اقتراب الانتخابات المحلية الفرعية لمجلس الشيوخ, والمحدد لها يوم 2 يونيو.. وقد صرح عصمت اينانو زعيم حزب الشعب الجمهوري بأن هذه الحملة قد تؤدي إلى عداء حاد بين المواطنين، ولقد أصبحت حماية الأسس العلمانية التي تقوم عليها الجمهورية التركية ضرورة حتمية على جميع العناصر التقدمية في البلاد.
إن كثيرا من الأتراك مهتمون وقلقون مما يمكن أن يؤدي إليه التيار الجديد، وهم يتخوفون من أن هذا التيار قد يؤدي إلى انقسام عميق الجذور في صفوف الأمة، ويتهدد الاستقرار البرلماني في البلاد وقد علقت صحيفة (المدينة) السعودية على هذا المقال بما يلي:
الكاتب اليهودي الغيور على مصلحة تركيا يحرض على ضرب المسلمين فيها. تركيا كانت قلعة الإسلام في الماضي، وفي عودتها إلى حظيرته خطر كبير على أعدائه ...
ثمة عدد من الملاحظات تثار في الذهن لدى قراءة هذا المقال. وأولى هذه الملاحظات هي تخوف الكاتب وقلقه البالغ على ضياع العلمانية في تركيا. ذلك الحرص الذي يشبه في كلاحته حرص البخيل على جوهرة غالية ثمينة كلفته جهدا ومشقة كبيرتين حتى امتلكها. فالمقال يصور التيار الإسلامي الجديد في تركيا وكأنه غول رهيب يتجمع لينقض على الحمل الوديع الجميل الذي هو العلمانية، ويفترسه معملا فيه أنيابه تمزيقا وتقطيعا. ولا شك أن لهذا الخوف أسبابه الكثيرة.
ظلت تركيا فترة طويلة تقف عملاقا ضخما في وجه تيارات الصليبية والإلحاد التي حاولت غزو العالم الإسلامي. وكان وقوف تركيا هذه الوقفة السبب المباشر في فشل كل المخططات التي أعدت لإخضاع الشرق الأوسط لسيطرة أوروبا. ويشهد التاريخ أن الاستعمار الأوروبي لم يستطع أن يغزوا العالم الإسلامي إلا بعد ضعف تركيا. ومن ذلك كان المخطط الاستعماري المجرم سلخ تركيا عن صبغتها الإسلامية..