وفي أنقرة، أضرب طلاب كلية الشريعة احتجاجا على طرد زميلة لهم أصرت على ارتداء الخمار في قاعة الدرس. وقد طالب الطلاب باستقالة عميد الكلية ووصفوه بأنه - عدو الطلاب -ولقد تداولت الصحف بحث هذه القضية مطولا وهي الآن معروضة أمام البرلمان بعد أن تقدم بعض نواب حزب العدالة بطلب بحثها، وذلك دفاعا عن الفتاة.
هذا وقد قامت بعض المنظمات التي تطلق على نفسها أسماء - الوطنية – و المحافظة - بتنظيم مظاهرات عامة بحجة التنديد بالشيوعية وبالتنشيط اليساري المتزايد في البلاد. ولقد سار المتظاهرون في أنقرة واستانبول مؤخرا وهم يحملون أعلام خضراء - تمثل اللون الإسلامي - ورددوا هتافات تدعوا إلى - إعلاء كلمة الإسلام في تركيا – ولقد كانت هذه المظاهرات تناهض العلمانية والدعوة العصرية أكثر مما تناهض الشيوعية.
ومن جهة ثانية فإن مؤتمرا كبيرا للمنظمات اليمنية المختلفة عقد في أوائل شهر ابريل في مدية بورصة، ندد بإصلاحات أتاتورك وبثورة 1960.. وقد دعا الخطباء في المؤتمر إلى (إسلامية) المدارس والفنون والأدب - بما فيها المسارح ودور السينما كذلك! -.. كذلك فقد أعلنوا معارضتهم لتجديد اللغة التركية وألحوا في المطالبة بإلغاء المجلس العلمي للغة التركية - الذي يحاول تنقية اللغة التركية من الكلمات العربية - كما دعوا إلى جعل يوم الجمعة يوم العطلة الرسمية بدلا من يوم الأحد.
عداء
وتدخل السياسة كذلك في الحملة الجديدة، فيما يسمى بالمنظمات الوطنية والمحافظة، وأئمة وخطباء المساجد كذلك لا يقتصرون في موقفهم العدائي على مناهضة اليساريين فحسب، بل هم يعادون كذلك أكبر أحزاب المعارضة وهو حزب الشعب الجمهوري الذي أسسه أتاتورك والذي لا يعتبر يساريا بل هو من اليسار المعتدل.