(إذا) شرطية في محل نصب على الظرفية والعامل فيها شرطها وجملة الشرط (ضللنا في الأرض) لا محل لها من الإعراب على الرأي الأرجح والأقوى، وجواب إذا محذوف قام مقامه ودلّ عليه أإنا لفي خلق جديد تقديره نخلق خلقا جديدا.

الآية التاسعة: في قوله تعالى: {فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمْ مَنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِنْ طِينٍ لازِبٍ بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ وَإِذَا ذُكِّرُوا لا يَذْكُرُونَ وَإِذَا رَأَوْا آيَةً يَسْتَسْخِرُونَ وَقَالُوا إِنْ هَذَا إِلا سِحْرٌ مُبِينٌ قَالُوا أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ أَوَآبَاؤُنَا الأَوَّلُونَ قُلْ نَعَمْ وَأَنْتُمْ دَاخِرُونَ} .

الآيات (11- 18) من سورة الصافات.

تتضمن هذه الآيات الكريمة أن الله سبحانه وتعالى قال لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: سل يا محمد هؤلاء المشركين الذين ينكرون البعث من بعد الممات، أخلقهم أشد وأشق أم خلق من عندنا من الملائكة والشياطين والسماوات والأرض وما بينهما.

إنا خلقنا أباهم آدم من طين لزج، فكيف يستنكرون أن يخلقوا من تراب مثله، ولقد قدرنا على خلقهم بدءاً فمن السهل الهينّ أن نخلقهم مرة أخرى.

لقد عجبت يا محمد من إنكارهم البعث وهم يعلمون أن الله قد خلق ما هو أشد من خلقهم، وهم يسخرون من هذا البعث الذي تدعوهم إلى الإيمان به.

وإذا ذُكِّر هؤلاء المشركون حجج الله على صحة البعث لا يتعظون بتلك الحجج ولا ينتفعون، وإذا رأوا آية باهرة معجزة دالة على البعث قالوا هازئين ساخرين: ما هذا إلا سحر مبين، أنبعث إذا صرنا في تراب الأرض عظاما وترابا؟! أو يبعث أيضا آباؤنا الأولون الذين مضى عليهم في باطن الأرض دهر طويل؟! إن هذا لشيء عجاب هيهات هيهات أن يكون!!.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015