ولعل في هذا الاكتشاف، وهو برهان مادي، عن نشأة إبراهيم عليه السلام في مدينة أور ما يكفي للرد على تشكك الدكتور طه حسين وإلى ما ذهب إليه في كتابه الأدب الجاهلي حيث قرر أنه لم يقم دليل تاريخي وفق الطرق الحديثة بوجود إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام وقصة هجرته إلى مكة وبناء الكعبة. حيث يقول: "للتوراة أن تحدثنا عن إبراهيم وإسماعيل، وللقرآن أن يحدثنا عنهما. ولكن ورود هذين الاسمين في التوراة والقرآن لا يكفي لإثبات وجودهما التاريخي، فضلا عن إثبات هذه القصة" [47] . ويخلص الدكتور طه حسين إلى نتيجة عبر عنها في ما نصه: "أمر هذه القصة إذن واضح فهي حديثة العهد، ظهرت قبيل الإسلام واستغلها الإسلام لسبب ديني" [48] .
وكان قوم إبراهيم عليه السلام أهل أوثان وكان أبوه آزر نجارا ينحت الأصنام ويبيعها. أما إبراهيم فقد أنار الله بصيرته وهداه إلى صراط مستقيم [49] . قال تعالى:
{وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ. إِذْ قَالَ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ. قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ. قَالَ لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ} . الأنبياء: 51-54