ولا نزاع في أن هذا الاكتشاف العظيم الذي قام به المهتمون بالآثار في الأردن حديثا يؤيد ما ورد في القرآن الكريم عن المؤتفكات أو المنخسفات وهي مدن قوم لوط. ولعل أعمال الحفر والتنقيب تسير قدما في هذا الحقل حتى تميط اللثام عن كثير من الحقائق التي أشار إليها الله تعالى في كتابه المبين، فتقنع المرتابين المتشككين في آيات الله البينات، وتزيد المؤمنين إيمانا على إيمانهم.
بعد هذه الإلمامة بشيء عما ورد في القرآن الكريم من إشارات عن تاريخ جزيرة العرب والشام، نتجه شطر العراق القديمة لنقف على بعض الإشارات القرآنية الخاصة بذلك البلد. والحديث عن العراق القديمة يجرنا بالضرورة إلى أن نتطرق إلى قصة إبراهيم عليه السلام.
فالخليل عليه السلام من أرض بابل. وبلدة أور الكلدانية التي تقع بين دجلة والفرات والتي تعرف اليوم باسم مغير هي مهده [45] . وكانت أور أعظم مدن السومريين وقد وجد علماء الآثار بها بقايا مملكة ازدهرت حول عام 2900 ق. م. وقد اكتشفوا من الكنوز والنفائس ما يرقى إلى مستوى المدنية المصرية القديمة. ومما يؤكد أن إبراهيم نشأ بأور أن المستر وولى المبعوث من قبل المتحف البريطاني في الأعوام 1922-1934 م قد وجد رقيما طينيا في حفرياته بإحدى دور السكن بأور مكتوبا عليه اسم إبراهيم، فسمى الشارع باسم إبراهيم الذي يقال إنه نشأ في ذلك الحي سنة 2000 ق. م [46] .