ويسمى ذلك الوادي وادي الحجر الذي ورد في القرآن الكريم قال تعالى: {وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ} . الفجر: 9,0ويقع في شمال غرب المدينة المنورة بين خيبر وبحر القلزم. وفيه ديار ثمود [35] . وفي قرية الحجر بئر ثمود التي مر بها النبي- صلى الله عليه وسلم - مع أصحابه في طريقه إلى غزوة تبوك (رجب سنة 9 هجرية) فنهى أصحابه عن شرب مائها والوضوء منه للصلاة. وما كان من عجين عجنوه أمرهم أن يعلفوه الإبل ولا يأكلوا منه شيئا [36] ومن البين أن الرسول- صلى الله عليه وسلم - خشي أن تحل لعنة ثمود على المجاهدين في سبيل الله فأمرهم بقوله: "لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم إلا أن تكونوا باكين أن يصيبكم ما أصابهم" [37] .

وفيما ورد من أخبار ثمود أنهم ورثوا أرض عاد التي أهلكها الله بذنوبها فعمروا الأرض، وفجروا العيون، وغرسوا الحدائق والبساتين، وشادوا القصور في السهول (للصيف) ، ونحتوا من الجبال بيوتا للشتاء، وتمتعوا بسعة العيش. بيد أنهم لم يحمدوا لله فضله عليهم، إذ أشركوا به، وعبدوا الأوثان [38] . ومن أصنامهم ود، وشمس، ومناف، واللات وغيرها [39] . وكما نعلم أن قريشا وغيرها كانت في الجاهلية تعبد بعض هذه الأصنام. وقد أرسل الله تعالى نبيه صالحا إلى ثمود ليوحدوا الله ولا يشركوا به شيئا. قال تعالى: {وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} . الأعراف: 73.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015