وأما تكفير من لا يستحق سوى التبديع فمثل تصريحهم في أغلب كتبهم بتكفير من قال: "إن الله جسم لا كالأجسام"وهذا ليس بكافر بل هو ضال مبتدع؛ لأنه أتى بلفظ لم يرد به الشرع, والأشاعرة تستعمل ما هو مثله وشر منه. وأما تكفير من لا يستحق حتى مجرد الفسق أو المعصية فكما مرّ في الفقرة السابعة من تكفيرهم من قال: "إن النار علة الإحراق والطعام علة الشبع".

وأما التكفير بما هو حق في نفسه يجب اعتقاده فنحو تكفيرهم لمن يثبت علو الله ومن لم يؤمن بالله على طريقة أهل الكلام, وكقولهم: "إن الأخذ بظواهر النصوص من أصول الكفر"كقولهم: "إنّ عبادة الأصنام فرع من مذهب المشبهة"ويعنون بهم أهل السنة والجماعة.

ومن شواهد تكفير بعضهم قديما وحديثا لشيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم حسبك ما في كتب الكوثري وتلميذه مؤلف براءة الأشعريين.

الرابع عشر: الصحابة والإمامة:

من خلال استعراض لأكثر أمهات كتب الأشاعرة وجدت أن موضوع الصحابة هو الموضوع الوحيد الذي يتفقون فيه مع أهل السنة والجماعة وقريب منه موضوع الإمامة. ولا يعني هذا الاتفاق التام بل هم مخالفون في تفصيلات كثيرة, لكنها ليست داخلة في بحثنا هنا؛ لأن غرضنا -كما في سائر الفقرات- إنما هو المنهج والأصول.

الخامس عشر: الصفات:

والحديث عنها يطول وتناقضهم وتحكمهم فيها أشهر وأكثر، وكل مذهبهم في الصفات مركب من بدع سابقة وأضافوا إليه بدعا أحدثوها فأصبح غاية في التلفيق المتنافر.

ولن أتحدث عن هذا الباب هنا لأنني التزمت ببيان الأصول التي خالفوا فيها أهل السنة والجماعة عدا الصفات. أما مخالفتهم في الصفات فمعروفة, وإن كان كثير من أسس نظرياتهم فيها يحتاج لتجلية ونسف. ولعل هذا ما يكون في الرد المتكامل بإذن الله.

هل بقي شك؟

طور بواسطة نورين ميديا © 2015