يختلف مذهب الأشاعرة عن مذهب أهل السنة والجماعة في النبوات اختلافا بعيدا، فهم يقرّرون أن إرسال الرسل راجع للمشيئة المحضة - كما في الفقرة السابقة - ثم يقررون أنه لا دليل على صدق النبي صلى الله عليه وسلم إلا المعجزة، ثم يقرّرون أن أفعال السحرة والكُهّان من جنس المعجزة لكنها لا تكون مقرونة بادعاء النبوة والتحدي، قالوا: ولو ادّعى الساحر أو الكاهن النبوة لسلبه الله معرفة السحر رأسا وإلا كان هذا إضلالا من الله وهو يمتنع عليه الإضلال ... إلى آخر ما يقررونه مما يخالف المنقول والمعقول، ولضعف مذهبهم في النبوات مع كونها من أخطر أبواب العقيدة إذ كل أمورها متوقفة على ثبوت النبوة أغروا أعداء الإسلام بالنيل منه واستطال عليهم الفلاسفة والملاحدة.
والصوفية منهم كالغزالي يفسرون الوحي تفسيراً قرمطياً فيقولون: "هو انتقاش العلم الفائض من العقل الكلي في العقل الجزئي".
أما في موضوع العصمة فينكرون صدور الذنب عن الأنبياء ويؤوِّلون الآيات والأحاديث الكثيرة تأويلا متعسّفا متكلّفا كالحال في تأويلات الصفات.
العاشر: التحسين والتقبيح: