بدأ الأمير عبد الله في الإغارة والتأديب، واستمالة القبائل على حدود تربة، وقتل بعض التجار النجدين، واستَكان له الأعراب المتفرقة في هذه الجهات، فأخذه الزهو، واستصغر شأن خصمه حينما نظر إلى جيشه وكان تعداده 12000 مقاتل على أن هناك من يقول إن تعداد الجيوش وصلت إلى 25000 مقاتل [15] منهم خمسة آلاف من الجيش النظامي، والباقي من المتطوعة والأعراب، ومعهم المعدات وآلات الحرب والقتال التي لا تعد ولا تحصى مما أخذ من الإنجليز، وغنم من الأتراك, فنظر إلى كل هذا الأمير القائد، وأرسل إلى والده قائلا: "إني في 30 يوماً سأطوي نجداً بأجمعها وأخاطبكم من البحرين" [16] .
كان الإمام يراقب ما يجرى في تربة، وتأتيه الأخبار تحت جناح السرعة، فأعدّ جيشا قوامه 000 12 مقاتل، تحرك به من الرياض، إلا أنه حينما وصل إليه أخبار جيش الشريف أرسل سريعاً إلى سلطان بن بجاد كبير هجرة الغطْغُط، أن يلتحق بسرعة وسرية مع جيشه بخالد بن لؤي بالخرمة لنجدته، حتى يصل هو ومن معه، وأسرع سلطان بن بجاد، والتقى بخالد، وجلسا يفكران في كيفية الوصول إلى هذه الجيوش، وكيف يدفعان هذه القوه العظيمة التي لا قبل لهما بها.
وراودهما التفكير أن ينتظرا ابن سعود، ومدده الذي سيأتي به إليهما، ولكن إيمان خالد بالله كان أقوى من كل شيء، وأن من معه متعطشون إلى الجنة، وهُدِي إلى خطة عجيبة، راح يخطط لها: وهي مهاجمة جيش الأمير عبد الله، واتفقا على كيفية الهجوم.
اتفقا على تقسيم القوة إلى ثلاثة أقسام:
الأول: يهاجم مخيم الأمير عبد الله.
الثاني: ينازل القوات النظامية.
الثالث: ينتشر على الخطوط لقطع خط الرجعة عليها.