لقد شرع الله جل وعلا أسباباً لتكوين الجماعة الإسلامية ثم لتقويتها فمن ذلك:

1- الإيمان بالإسلام عن وعي وبصيرة:

إن أولَ ما يشعر الإنسان بانتمائه لجماعة المسلمين هو دخوله في الإسلام عن وعي وفهم وبصيرة، ذلك أن مجرّد فهمه للهدف الذي يسعى إلى تحقيقه هو والمسلمون جميعاً وهو عمارة الأرض بطاعة الله تعالى وابتغاء مرضاته يجعله يشعر بالرابطة التي يجتمع المسلمون جميعاً

عليها لبلوغ هذا الهدف، وشعوره بهذه الرابطة هو أول عنصر من عناصر تكوين الجماعة الإسلامية.

فالمسلم حينما يرسخ الإيمان في قلبه يبحث فوراً عن المؤمنين الذين يشاركونه في السعي لبلوغ هذا الهدف، والذي أمره الله جل وعلا أن يصبر نفسه معهم على عبادة الله وابتغاء مرضاته، ثم هو يبحث دائماً عن تكاليف هذا الدين التي نظمت علاقاته مع إخوانه في الإيمان، التي تهدف في النهاية إلى إيجاد المجتمع المسلم.

2- الأمر بلزوم الجماعة:

علمنا أن الإيمان بهذا الدين يقتضي ضرورة الانتماء إلى جماعة المسلمين، ومع ذلك جاءت الأوامر الشرعية مؤكدة ضرورة لزوم هذه الجماعة، وذلك:

أولاً: لأن النفوس تغفل كثيراً عن فهم واجباتها، كما أنها تتكاسل أحيانا عن أداء الواجب.

وثانياً: لأن التفلت من الجماعة وعدم الاهتمام بأمور المسلمين له خطره العظيم على حياة هذه الأمة في الدنيا والآخرة.

ولذلك لما أمرنا الله جل وعلا بالالتزام بهذا الدين العظيم الذي هو حبل الله المتين كان أمره بأن نلتزم به جميعاً ونهانا عن التفرق حيث يقول تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا} . (آل عمران:103) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015