فهل تخلو حقا تلك الأبيات وغيرها كثير - والديوان كله حافل بمثل تلك العاطفة القوية وذلك الشعور المتدفق - هل تخلو تلك الأبيات وأمثالها من المشاعر المثيرة والصور الحية الناضرة كما يقول الدكتور شوقي ضيف..؟.

وهل حقا يحس القارئ لديوان أحمد محرم (مجد الإسلام) أن هذا الشعر زاخر بالفتور وسرعان ما يملؤه السأم والملل من هذا الشعر التعليمي الجاف؟.

أرى أن هذا النقد لم يضع الشاعر أحمد محرم في وضعه الصحيح وكأني بالشاعر محرم وقد أحس بأنه لم يوضع في موضعه ولم يقدر حق تقديره كأني به أسمعه وهو يقول قبل وفاته في عام 1945م:

ظمئت، وفي فيَّ الأدب المصفّى

وضعت وفي يدي الكنز الثمين

ظلمت أبي ونفسي أن مثلي

لغال في النوابغ لا يهون

كريم تدفع الأخلاق عنه

ويمنع ركنه الأدب الحصين

أقول فيفزع الشعراء صوتي

وما أنا في بني وطني ظنين

وأذكر ما قاله أحمد زكي أبو شادي في تقديره لشاعرية أحمد محرم ضمن الذين قدروه: "إن أحمد محرم بنظمه ونثره عاطفة وتصويراً ونقداً.. لثروة غالية للأدب العربي الحديث جديرة بأن تدرس من جميع جوانبها وبأن ينوه بنفائسها تنويها أجل في أقطار الضاد جميعها" [13] .

--------------------------------------------------------------------------------

[1] ديوان محرم ج 2 ص 125.

[2] ديوان محرم ج 1 ص 113.

[3] راجع الاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر د. محمد محمد حسين ص 175- 176.

[4] شعراء العرب المعاصرون: أحمد زكي أبو شادي ص 48.

[5] المرجع السابق ص49.

[6] شعراء العرب المعاصرون ص 49- 50.

[7] شعراء العرب المعاصرون أحمد زكي أبو شادي ص 52- 53.

[8] دراسات في الشعر العربي المعاصر. د شوقي ضيف ص 54- الطبعة السادسة.

[9] دراسات في الشعر العربي المعاصر ص 55.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015