ومن أجل الدعوة إلى قيام جامعة عربية قوية [3] كانت صرخة الشاعر محرم:
أمم العروبة جاء يومك فاعلمي
وإلى مكانك فانهضي وتقدمي
لك في فم الأحداث دعوة صارخ
ينفى القرار عن الشعوب النُّوَّم
فدعي المضاجع وانفضي عنك الكرى
وخذي السبيل إلى المقام الأعظم
ضمّي القوى وتجمعي في وحدة
عربية تحمي اللواء وتحتمي
هذا زمان ليس يفهم أهله
إلا حديث النار أو لغة الدّم
كثرت لغات العالمين وهذه
أوفى بيانا في اللسان وفي الفم
والعدل أكثر ما يكون حديثه
أنشودة الجاني ودعوى المجرم
أم العروبة جد جدك فانظمي
من عقدك المنثور ما لم ينظم
لك أن تسودي تحت رايتك التي
خفقت لها الدنيا فسودي وأسلمي
بهذه الروح العالية المتوثبة.. وبتلك الشاعرية الفياضة المتدفقة جاء شعر أحمد محرم، سواء ما جاء منه في الديوان بجزئيه أو ما هتف به في ديوانه (مجد الإسلام) وهو يمضي في إتجاه جيل بأكمله أتى بعد البارودي وهو جيل الشعراء المحافظين، حيث حرص ذلك الجيل على رصانة الشعر وقوته وسلامة قافيته مع الاحتفاظ بالنغم الموسيقي واللفظ المنتقى ووضوح المعنى وإشراق الصورة، والسير على نهج الأقدمين في نظام القصيدة وأغراض الشعر إلا ما اقتضته ظروف البيئة والعصر.
ولقد برز من الأدباء والنقاد في عصرنا الجديد من قَدَّرَ شاعرية أحمد محرم.. من أمثال خليل مطران الذي كان ينعت أحمد محرم (بشاعر العربية الفحل وأديبها الكبير) [4] .