لقد أجمع كل الذين عرفوا الملك عبد العزيز، سواء أكانوا من الأصدقاء أم من غيرهم، على ما يميز به من صفات، وعلى ما وهبه الله مما ميزه به عن غيره، والتي أثارت الإعجاب والدهشة، ولعل المستر تشارلز رجل الاقتصاد الأمريكي، الذي ما أظنه إلا موفدا من قبل الإدارة الامريكية لمهمة، أرسل من أجلها رسالة إلى الرئيس الأمريكي المستر فرانكلين روزفلت في عام 1358 هـ، وهذه الرسالة نضيفها إلى الكثير ممن قابلوا الملك عبد العزيز وكتبوا عنه، وبالرغم من قصر المدة التي عاشها تشارلز في المملكة إلا أنه استطاع أن يعي كل الوعي هذه الشخصية الفذة.
يقول مستر تشارلز:
"إن الملك عبد العزيز شخصية إسلامية كبرى يعمل من أجل دينه وعقيدته، وهو أعظم من ظهر في جزيرة العرب منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ... وإنه رجل إداري قدير في إدارة شئون دولته وبلاده، وقد سار على نهج السلف الصالح، وطبق تعاليم الشريعة الإسلامية ...
ولقد استطاع استرداد حكم نجد، موطنه الأصلي، وهو في سن يقارب التاسعة عشرة سنة، وبعدها أخذ يضم باقي أجزاء الجزيرة العربية بشكل تدريجي، وفي فترات زمنية متلاحقة، حتى أصبح بعد ذلك أقوى قوة في الجزيرة العربية.
إنه رجل حليم، ويعتمد في معاملاته على الحلم، وما تبعه من صفات، وبالحلم والأخلاق كان يدير شئون بلاده، وكانت هذه الصفات هي نهجه في معاملاته مع أبناء شعبه".
ثم يكمل رسالته فيقول:
"إنني التقيت ببعض خصوم الملك السابقين، فوجدتهم الآن من أكبر أعوانه، ومن أكبر المطيعين، والمؤيدين له، ويعود هذا إلى معاملة الحلم، وهي النهج والأسلوب الذي كان يعامل به خصومه بعد انهزامهم أو استسلامهم".
"إن الملك كان يقول: إن هدفي هو مصالحتهم والتوافق معهم، وكلي أمل في أن يعيشوا في جو من السعادة والاطمئنان" [18] ...