وقد روى الطبراني والحاكم عن ابن عمر توجيه النبي صلى الله عليه وسلم أمته إلى اغتنام فضل الكعبة المشرفة التي جعلها الله بركة وهدى ورحمة وذلك في قوله صلى الله عليه وسلم: "استمتعوا من هذا البيت فإنه هدم مرتين ويرفع في الثالثة".
وقد هدمت الكعبة قبل البعثة ثم بنيت، ثم هدمها السيل وبنتها قريش والنبي صلى الله عليه وسلم معهم وسنه خمس وثلاثون سنة في قصة الرداء المشهورة، ولعل الإشارة في الحديث لهاتين المرتين لأهميتهما وما عداهما كان ترميماً للبيت واستكمالا لأسباب متانته، أو أن العدد في الحديث يفيد التكرار لا الحصر، ويوشك أن يهمل الناس أمر الحج فيرفع الله بيته ويستأثر به وينزع البركة السابغة من أهل الأرض الذين أغفلوا نداء ربهم وأهملوا فريضة حجهم، ومن ذلك نعلم تأكد فريضة الحج وعظم ثواب من وفّاها، وشدة العقوبة لمن تركها وتكاسل عنها دون عذر مشروع {وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} .