وقوله: {يسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ} (البقرة: من الآية75) .
الهم اجعلنا من الذين يسمعون فيؤمنون، واجعل سمعنا معينا لنا على طاعتك.
وقد حثنا سبحانه وتعالى على القوى والسمع والطاعة بقوله: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا} (التغابن: من الآية16) .
وقبل أن أنهي حديثي عن رحلة السمع الروحية فإني ألفت نظر القارئ إلى أن السمع يتقدم على البصر كما أشار تعالى في قوله: {إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَر} (الإسراء: من الآية36) ، {وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَار} (النحل: من الآية78) ، {وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ} (المؤمنون: من الآية78) .
وهناك أسباب لتقدم السمع على البصرة نذكر منها:
1- أن الأذن أول ما يربط الإنسان بالدنيا؛ إذ هي أول عضو يؤدي وظيفته بعد مولد الوليد حيث يتبعه البصر في اليوم السابع.
2- أن الأذن هي أداء الاستدعاء في الأذان.
3- أن السمع هو الطريق الأول للهدى أو العصيان.
4- يقول بعضهم: إن الأذن مفضلة على العين؛ ذلك أن الأذن لا تنام بينما العين تنام، والشيء الذي لا ينام أرقى في الخلق من الشيء الذي ينام.
في نهاية القول نقول إن هذه الآية الإلهية تستوجب منا وقفة، وقفة شكر للخالق سبحانه، على ما وهبنا من نعم داخل أنفسنا.
ونسأله تعالى أن نكون من {الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ} (الزمر: من الآية18) .