وفي طريقنا إلى مدينة يوك جاكرتا، قبل الوصول إلى قرية منتيلان مررنا بمعبدين بوذيين آخرين أحدهما يسمى مندود والآخر يسمى باون، والأول أكبر من الثاني، ورافقنا الأخ همام مدير المعهد وبعض الأساتذة إلى قرية مونتيلان وعرفونا بمؤسسات المسيحيين من الكنائس والمدارس والجامعات، وهو يتحرقون من الإمكانات الضخة الموجودة مع هؤلاء النصارى التي تمكنوا بها من إغراء الشباب المسلم بترك دينه، وأشاروا إلى مباني قريبة من مؤسسات النصارى كانت للنصارى أنفسهم، ولكن رئيس البلدة اضطرهم عندما عزم على الحج أن يبيعوها للمسلمين واشتراها هو من ماله وأوقفها، وهي تستعمل مسجدا الآن، وقد بذلوا محاولات شديدة لاسترداد هذه الأرض وهذه المباني فلم يقدروا على ذلك.
وفي وسط هذه المؤسسات النصرانية الكثيرة توجد مدرسة صغيرة للجمعية المحمدية تؤدي واجبها على قلة إمكاناتها، وترفع كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله؛ ليؤمها الشباب المسلم على رغم أنف أعداء الإسلام.
ولقد رأينا روحا عالية عند الأخ همام وعند زملائه، وأملا كبيرا في انتصارهم على أعداء الإسلام، وقد عرض علينا خريطة الجزر الإندونيسية محددة بها المناطق التي وفد الطلبة منها إلى هذا المعهد المبارك، فإذا غالب المناطق يوجد منها من يدرس في المعهد.
وقال الأخ همام: إن بعض أبناء النصارى كتبوا إلينا عارضين رغبتهم في الدخول في الإسلام والالتحاق بالمعهد، وأنهم سيصلون قريبا.
والجدير بالذكر أن مباني المعهد كلها من صنع الطلبة، وكذلك خزانات المياه والمرافق الأخرى والمزارع التابعة للمعهد.
ولأساتذة المعهد مزارع قريبة منه ينفقون على أنفسهم منها، أما ما يحصل المعهد من أموال من أوقافه أو من تبرعات أهل الخير أو من الطلبة فإنه يدخل في ميزانية المعهد ولا يأخذ الأساتذة ولا المدير شيئاً منها.