مررنا قبل الوصول إلى هذا المعهد بقرية مونتيلان، وكانت أول مركز للتبشير في إندونيسيا، ودفن بها أول بابا اختير للتبشير، وهو إندونيسي، وهذه القرية مزدحمة بمؤسسات المبشرين من كنائس ومدارس وملاجئ وغيرها، ويقع المعهد شمال غرب هذه القرية على بعد مسافة ثلاثة كيلومترات.

ومدير المعهد اسمه همام، قال لنا إن هذا المعهد كان في القرن السادس عشر الميلادي، والذي بناه أحد أجدادي، وقد أغلق واندثر خلال الحروب مع الهولنديين، ونحن الآن جددناه وسيستمر بإذن الله في حلوق الأعداء.

وكان على يميننا ونحن نسير إلى المعهد قبل القرية (مونيتيلان) جبل عال يرى من بعد يقال إن ارتفاعه يبغ كيلومترين، وهو بركان ميرامي الذي وصلت قذائفه من الصخور إلى جنوب منتيلان والمسافة طويلة جدا.

وأقيم احتفال كالعادة تبودلت فيه الكلمات.

وبعد انتهاء الحفل مررنا بموافق المعهد، ثم اصطحبونا إلى معبد بوذا الذي يقع شمال غرب المعهد على هضبة مرتفعة، وهو أكبر معابد البوذيين في العالم، يؤمه السائحون من كل مكان، ويحج إليه البوذيون في كل سنة مرة في شهر مايو، واسم المعبد (بوروبودور) وأسس في القرن السابع الميلادي، وعندما سقطت بعض حجارته تبرعت هيئة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة وأهل الغرب بمليارات الروبيات الإندونيسية لتجديده، وكنت أظن أن فيه كهنة مقيمين يمكن أن ندعوهم إلى التوحيد والدخول في الإسلام، ولكن تبين عند وصولنا في السوق المجاور له أنه لا يوجد به إلا السائحون، فقلت للإخوة: لا يليق بنا أن ننزل ونصعد إلى هذا المعبد فيرانا الناس نزوره ونحن مسلمون، فيظنون أننا نعترف بهذه الأوثان.

ووجدنا في السوق المجاور له بعض المصنوعات الجلدية وغيرها من الصناعات المحلية، تجولنا قليلا في هذا السوق الذي أصبح السائحون فيه يتمتعون بهيئتنا العربية التي قد لا يكون كثير منهم رآها إلا في التلفزيون أو في غيره مما يماثله.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015