الشيء العجيب في إندونيسيا أن الشاي يقدم باردا مثل شراب الليمون والمنقا والبيبسي عندنا، في قوارير، أما الماء فيتعذر وجوده باردا في غير الفنادق، بل إذا قدم يقدم حارا، وتكرر هذا كثيرا وكنا في أول الأمر نلح في طلب الماء البارد، فلما تأكد لنا الحال صبرنا محمّرين - أي مطبقين المثل اليمني القديم (من دخل بلادنا حمر) - وبعد الفراغ من تناول الطعام صلينا المغرب ...
في معهد مفتاح الصالحين:
هذا المعهد يقع في قرية تسمى: (وونوتساري) وراء جبل مشهور عندهم يسمى: كيدول، ويقع هذا الجبل جنوب شرق يوك جاكرتا، وهو ذو طريق متعرج شبيه بطريق الهدى عندنا، إلا أنه أشد خطرا لأمرين:
الأول: أن الطريق في هذا الجبل ضيق جدا تكاد السيارات يلتقي بعضها مع بعض بسبب ضيقه.
الثاني: أن الصعود فيه يغلب عليه أنه في خط مستقيم، بخلاف الهدى.
وهو - كغيره - مكسو بالغابات التي كنا طول الوقت نسير في وسطها وتكتنفنا أشجار الجاتي، وهو شجر ذو أخشاب قوية جدا، وأشجار التمر الهندي التي زينت أصولها بطلاء أبيض تتبين بها حدود الشارع، بدلا من المعالم المصطنعة، وهذا الطلاء في أصول هذه الأشجار شبيه بإزار الفتاة الإندونيسية في قصره، إلا أنه في غاية الجمال بالنسبة للأشجار وفي غاية القبح بالنسبة للفتاة العاملة المسلمة المكلفة.