"وعمرو بن عبيد القدري: وهو عمرو بن عبيد بن ثوبان ويقال ابن كيسان التيمي مولاهم أبو عثمان البصري. من أبناء فارس. شيخ القدرية والمعتزلة".
ثم قال: قال الإمام أحمد بن حنبل: ليس بأهل أن يحدث عنه، وقال علي بن المديني ويحيى بن معين: ليس بشيء، وزاد ابن معين: وكان رجل سوء وكان من الدهرية الذين يقولون: إنما الناس مثل الزرع. وقال النسائي: ليس بثقة وقال شعبة عن يونس بن عبيد: كان عمرو بن عبيد يكذب في الحديث، قال حماد بن سلمة: قال حميد: لا تأخذ عنه فإنه يكذب على الحسن البصري، وكذا قال أيوب وعون وابن عون، وقال أيوب: ما كنت أعدله عقلاً. وقال مطر الوراق: والله لا أصدقه في شيء. وقال ابن المبارك: إنما تركوا حديثه لأنه كان يدعو إلى القدر" [2] .
قال السندي: أي في إثبات القدر تفريطاً وإن العبد مجبور على فعل القبائح وليس له ذنب في ذلك، هذا مذهب قبيح وإلى هذا أشار الإمام ابن حبان بإسناده الصحيح في كتابه "المجروحين"في ترجمة هذا الفاسق الفاجر إذ قال رحمه الله تعالى: سمعت أحمد بن الخشرم بمرو يقول: سمعت عبد الحميد بن إبراهيم يقول: سمعت أبا عبيدة يقول: وسمعت معاذ ابن معاذ يقول: كان عمرو بن عبيد يقول: "إن كان" {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ} في اللوح المحفوظ فما على أبي لهب من عتب" [3] .
قلت هذا هو الكفر الصريح والشرك الأكبر وسببه تحكيم العقل، ونقل هذه العبارة القبيحة العلامة ابن كثير في البداية والنهاية [4] وعزاها إلى ابن حبان.
وترجم له الإمام البخاري في تاريخه الكبير قال: "مات (سنة) ثلاث أو اثنتين وأربعين ومائة في طريق مكة" ثم قال رحمه الله تعالى: "قال عمرو بن علي سمعت أبا داود حدثنا همام قال: سمعت الوراق يقول: عمرو بن عبيد يلقاني فيحلف لي على هذا الحديث فأعلم أنه كاذب" [5] .