ولقد وقفت في هذا المكان أمام هذه المناظر متأملا هذا الهياج من البحر وتلك الأمواج التي تصطرع بقرب الجبل الذي اشتقت للاقتراب منه لأرى الأمواج وهي تنطحه الواحدة تلو الأخرى. وصخره تصمد مدة من الزمن ثم تضعف فتصرع متكسرة ورأينا آثارا تدل أن البحر قد أكل كثيراً من هذا الجبل موسعاً أمام موجه المساحة ليجول ويصول أكثر.

وكنت أود أن أقف كثيراً أمام البحر الهائج. بل كنت أحب أن لا أدعه- وهذه عادتي مع البحر- ولولا خوفي من هياجه وعدم رحمة أمواجه لتربعت ذلك الموج أصعد بصعوده وأهبط بهبوطه. وقلت للإخوة: ما أجمل هذا المنظر الذي يصعب عليّ فراقه!.

وكان موعد لقائنا مع الجمعية المحمدية قد اقترب فقررنا العودة وكنت أتقدم نحو السيارة خطوتين ثم التفت لأملأ عيني بالنظر إلى تلك الصورة العجيبة التي لا أظن أنها تمحى من ذاكرتي.

ولات ساعة مندم:

عندما كنا واقفين على شاطئ البحر وكنا لابسين اللباس العربي وهو غريب على كثير من الناس وكان المكان فارغاً إلا من أشخاص قليلين هنا وهناك، وشاهدنا شخصين بعيدين عنا في جهة الشمال على يميننا وأخذا يسرعان الخطى إلينا وعندما اقتربا منا عرفنا أنهما رجل وامرأة وكان لباس المرأة غير لائق وحاولا أن يقربا منا مظهرين لنا البشاشة إلا أنهما قوبلا منا بالصد والابتعاد فاقتربا من الأخ سلامة. لأنه يلبس بنطلوناً وقميصا والظاهر أنهما سألاه عنا وهو سألهما من أين فأخبراه أنهما استراليان وعندما رأيا ابتعادنا عنهما ذهبا بعيداً عنا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015