وبهذه المناسبة فإنني أسجل اعترافنا بأن عواطف المسلمين في هذا الشعب ملتهبة وقلوبهم غامرة بحب إخوانهم المسلمين في الشعوب الأخرى ولا سيما العربية منها وبخاصة بلاد الحرمين الشريفين. تظهر تلك العواطف في حرارة الاستقبال من جموع كثيرة في كل مؤسسة زرناها تضيق بها الأماكن والساحات. كما تظهر في حرص جميع الحاضرين من الرجال على مصافحة الزائر حيث يقفون صفوفاً يتلو بعضهم بعضاً في زحام شديد فيضطرون هم ويضطر الزائر للوقوف مدة طويلة حتى يفرغ الجميع من المصافحة وهم من الشيوخ والشباب والأطفال ويحرص أطفالهم مع ذلك الزحام أن يأخذوا توقيع الزائر في كراساتهم للذكرى ويفرحون فرحاً شديداً عندما يأخذون توقيع زائر قدم من مكة أو المدينة.
وكنا في كثير من المعاهد والمساجد نسمع الأطفال وهم ينشدون عند قدومنا أناشيد ترحيب، وعند مغادرتنا ينشدون أناشيد وداع بعضها باللغة العربية وبعضها بلغتهم وإذا قام أحدنا لإلقاء كلمته في تلك الجموع فقال السلام عليكم اهتز المكان بصوت مرتفع فيه تظهر العاطفة الجياشة (وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته) .
ولكن هذه العاطفة لا يصحبها فقه في الدين، ولذلك ترى بعض المظاهر في السلوك أو الصور المجسمة في المنازل، والرسومات التي لا تليق بهذه العاطفة والسبب هو الجهل وعدم التربية السليمة أو قلتها-.
في مسجد جامعة قاجة مادة: