3/9/1400هـ.
أخبرنا بعض الطلبة الأندونيسيين - وهو من طلبة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ومن أصل عربي - أن جده أسس خمسمائة وخمسين مدرسة في شرق أندونيسيا وأنه أوقفها كلها على بعض المؤسسات الإسلامية التي كانت قائمة آنذاك حرصاً على استمرارها وحمايتها وإنه عندما حضرته الوفاة أوصى أن يصلى عليه أمام المدرسة القريبة من منزله إشعاراً للمسلمين بأن هذه المدرسة هي مدرستهم وليست مدرسته وأن عليهم أن يتحملوا هم مسئوليتها بعد أن لقي ربه.
واسم هذا الرجل عيدروس بن سالم الحضرمي وكان قد طرده الإنجليز من حضرموت فقام بهذا العمل الجليل. فأين من يغارون على حمل أمانة هؤلاء العظماء الذين سجلوا في التاريخ هذه الصفحات المشرقة بجهود شخصية مخلصة زكاها الله وجعلها تؤتي أكلها بإذنه، ليت المسلمين حافظوا على هذه الأمانة – ولو بدون المزيد عليها لا بل ليت الحكام تركوها للشعوب تحافظ عليها ولم يهدموها.
إلى يورك جاكرتا
4/9/1400هـ.
غادرنا الفندق إلى المطار استعداداً للسفر إلى مدينة يوك جاكرتا عاصمة أندونيسيا الأولى ومدينة الطلاب التي تضم خمسا وثلاثين جامعة. عدا المدارس والمعاهد الحكومية والأهلية، ومدينة المنافسة الشديدة بين المسلمين وبين النصارى.
ورأينا لطف المعاملة في المطار من الموظفين المسلمين الذين كانوا يظهرون لنا البشاشة والسرور ويعفوننا من التفتيش الدقيق الذي يفعلونه مع غيرنا والشعوب شبيهة- في فطرتها- بالمواليد "وكل مولود يولد على الفطرة".